متوفر على إجمال ذكرك وثنائك، وقياماً بما يتعين من مجدك وسنائك، ويعلم الله انه ما أملي الأبعد، وعملي الأحمد، إلا أنه يؤم أفقك الطلق - صان الله بهاءه، وحسن أرجاءه - من الخواص النبلاء، والأعيان الفضلاء، من يبلغك كتابي، وينوب في إنهاء طاعتي إليك منابي.
وكان فلان [56ب] قد ألم بي زائراً، وتلوم لدي مجاوراً، فأقبلته وجه البشر، وألحفته جناح البر، وبخلال رائعة، وخصال بارعة، لنفائس المحاسن جامعة، منها - وهي أحظى وسائله لدي، وأدنى فضائله إليّ - إدمانه نشر نشر معاليك، وإعلانه بث أياديك، وكنت متى تشوف لمعاودة وطنه، واستشرف لمطالعة سكنه، أقوم في وجه زماعه، وأغض من طرف نزاعه، استمناحاً بما يثيره من ميامنك، واستدامةً لما يتلوه من آيات محاسنك، إلى أن جد به التوق، واستولى على مقادته الشوق، ولم يكن في صده عمل، ولا برده قبل، فأصبحته كتابي هذا إليك مجدداً رسم الوداد، وعامراً سبيل حسن الاعتقاد، ومعلماًبما بلوت من صدق تشيعه لمجدك، وخفة لسانه بحمدك، ومشيراً إلى ما عنده من كنه إجلال لك، وحقيقة استكثار منك، ثقةً بأنه يحسن إنهاءه، ويوفي أداءه إن شاء الله.
قال ابن بسام: ومحاسن ذي الوزارتين أبي بكر أكثر من أن تحصى، وآياته أبين وأبهر من أن نستقصي، وإنما ظفرت منها بطرف، وحصلت