تلقى الحسام على جراءة حده ... مثل الجبان بكف كل جبان ثم انكفأت، على غير الطريق التي كنت أنشأت، عائداً بمثل ما بدأت، واطئاً ما لم أكن قبل وطئت، فتخيل سبيلي، في وجهتي وقفولي، وتمثل أثري، في وردي وصدري. وكنت قد وجهت أسطولاً بلغ في ساحل بلده أقصى المبالغ من الإفساد والتدمير، والتغيير والتأثير، ثم انصرف بحمد الله كما انصرفت على غاية الوفور والظهور.
وله عنه من أخرى: وإن فلاناً جارنا - لا أجاره الله من ريب الزمان، ولا صرف عنه صروف الحدثان - يأبى الله أن يراه حائداً عن فسادٍ، وعائداً إلى رشاد، ومقلعاً عن قبيح، ومستمعاً من نصيح، فهو - والأيام قد وعظته لو اتعظ، والأحوال قد نبهته لو انتبه واستيقظ، وحجة علو السن قد قامت عليه، ووجهوه غير الدهر قد سفرت إليه، بمنزلة الغر العابث، في مسلاخ السفيه العائث، ولا يقصر ولا يبصر، ولا يرعوي ولا بفكر.
واتفق الآن، بمساعيه الخبيثة، ومحاولاته الذميمة، أن تسبب إلى مداخلة الحصن الفلاني، على يدي خبيث من أهلها، قد دبر الحيلة حتى اتجهت في مثلها، وأنفذ إليه قائداً من وجوه عبيده، واتصل بي الخبر، فطيرت من ناشبهم الحرب، فوهب الله لأوليائي الظهور، ووقى الله المحذور، من مضرةٍ