ذميم طبعها، واتبع رائد جشعها، إلى وخيم مرتعها، وعاد إلى الصالح من خلطائه فاستفسده، وإلى الصفي فأحقده، وإلى المستنيم فأوحشه وشرده، ولا سيما في حال تحض على استدناء البعداء، وتبعث على مصادفة الأعداء، ومع نصبة قد أنذرت بمآلها، وحذت من بغتة اغتيالها، بل والله قد نفحت رجومها، ولفحت سمومها، وصرح بالبأساء شومها.
وليس يذهب عنك أني، بما أشرت إليه وردت حواليه، إلى صاحب طليطلة ناظر، وإلى قبح ما عاملني به شاهر، وذلك أنه منذ زمن يتمرس بجانبي، ويقوم في وجه ما لا يريبه من مذاهبي؛ فمن ذلك ما نعلمه من خفوفه إلى بسطة للقاء فلان - أخذه الله بما ألبسته من حرمةٍ فجر دها، وأوليته من نعمةٍ فغمطها وجحدها - وبقائه هنالك يشجعه على غدري، ويشيعه من مخالفة أمري، وتوثق له أنه إذا انصرم مني، وانخزل ببعض عمله عني، كان له إن هممت به سنداً، ووصل به إن وصلت يداً، فحينئذ صنع فلان ما صنع، وحاول أن يطير فوقع، من تلك الجهة التي كانت انخرطت في سلك بلدي وعملي، واطردت في منابرها الخطبة