وأخذ في ضبط الحصون، وما يغني به الحزم من وجوه التحصين، وأظهر أهل البلد [من] الاغتباط بمآلهم، والاستبشار بمفاتحة حالهم، ما يظهر من خرج من ضيقٍ إلى سعة، وانتقل من هرجٍ إلى دعةٍ.
ومن أخرى له عنه: ومن أحدث نعم الله الممنوحة عهداً، وأبعدها في التمام والوفور حداً، ما أتاحه الله في المغالط المعجب، القوي المجيء والذهب، فلان - ضاعف الله إذلاله وإخزاءه، ووفاه على ذميم السعي جزاءه - فإن حاله جرت على ما أصفه: سلف من ضلالته في موالاة التعريض للحضرة وسائر أعمالها، ما أثاره الحسد المدوي لصدره، والقلق الغالب على صبره، واتفق له من [55أ] إمهال الله تعالى إياه، وتنكيب الحوادث عن ذراه، مدةً عنه، اتفاق أجره رسنه، وأسلكه في الغواية سننه، حتى ظن أن الحوادث لا تريبه، والنوائب لا تنويه، وحسب أن الأيدي لا تمد إلى مطالبته، والآمال لا تطمح إلى معارضته، وقديماً خان هذا المعتقد أهله، وأبان لمن سكن إليه جهله.
وفي فصل منها: ولم يبعد أن خرج في شهر رمضان على عادته من الاستخفاف بعظيم حرمته، وترك المراقبة لأهل الإسلام وذمته، بعد أن تأهب، واستنجد واستمد، والعجب قد أطغاه وأبطره، والشره قد غطى سمعه وبصره، والمطامع قد تشغبت عليه، وبسطت في