وذلك أن الإفرنج أيام تلومهم على صاحبها، وإحداقهم بجانبها، أشخصوا إليّ من أعيانهم من قرب عليّ وجه مرامها، فاستجبت لندائهم، ولم يكد يختلج ببالي شك في صدق أنبائهم، وإذا الأمر بخلاف ما ذكروه، وعلى غير ما سهلوه، ووقع من المطاولة ما وقع، وآلت الحال معهم إلى ما قد فشا وسمع، فأعدت إليها الخيل مع فلان لإطالة حصرها، والإناخة بعقرها، وصاحبها مع ذلك عمٍ عن رشده، يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في إعطاء صفقة يده، ليقضي الله تعالى قدره، ويبلغ أمره، فلما رأى أهلها الممتحنون بسوء نظره، المصابون من خطل تدبره، أن غماءهم لا تقرح، وظلماءهم لا تنجلي ولا تليح، أبدو إليه، ما كانوا ينطوون له عليه، فتألبةوا وثاروا وطيروا بالخبر من كان فيها من الأولياء إلى فلان، وكان على مقربة منها، غير متراخ عنها، فانصب إليها كالشؤبوب الماطر، وانقض عليها كالعقاب الكاسر، ووافاها وقد بولغ في حصاره، وانبسطت أيدي النهب في دياره، فكشفهم عن مكانه، ونفس عنه فانتشى ريح أمانه. ثم نقله وابن أخيه إلى أدنى معقلٍ إليهما، وآمنه عليهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015