ووتر في الولد، غير مبال ببعيد ولا قريب، ولا ممسكٍ مخافة إنكارٍ، ولا تثريب، والرب لبغيه بالمرصاد، والقاطع بأمله في الانبساط والازدياد.

ذكر الخبر عما دار به نجم قرطبة يومئذ،

من ثعلب ابن ذي النون عليها،

وعودة المعتمد بعد إليها

قال ابن بسام: قد قدمت من عجب المعتمد بذاته، وتوفره - كان - على لذاته، وتقديره أنه يضبط أزمة البلاد، ويملك رقاب العباد، وخيله في الأجلال،وكأسه في يد الساقي المختال، على مكانه من العلم، ووفور حظه من الحلم، ما فيه كفاية لمن استغنى، وآية لمن تدبر واجتلى. وعندما أخرج قرطبة من أيدي بني جهور، في خبر قد شرح في القسم الأول وفسر، ولاها ابنه عباداً، وكان محش حربٍ، ونشأة طعنٍ وضرب، فتىً لا يبالي من لقي، ولا إلى أي شيء دعي، عاجم ابن ذي النون في بعض نهداته إلى قرطبة، وجيشه قد ملأ الفضاء، وفات الإحصاء، ففل أجناده، واستباح طارفه وتلاده، ونجا ابن ذي النون منجى أبي نصر، بعد ما أعطى على القسر، وترجح بين القتل والأسر، لا يحفل بما أخر، ولا يلوي على من تعذر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015