وله من أخرى عنه: قل ما ينفع صلاح الظاهر إذا فسدت الدخلة، ولا يغني اندمال الخارج ما كانت العلة، وكتابي هذا يوم كذا وفي ليلة طلع علي الخبر بما يستغربه من غدر أهل فلانة لي، وعقد السلم بيننا لم يجف مداده، وعهد التواثق لم يكد ينفصل أشهاده، فانظر فعلهم ما أقبحه، وتأمله فما أفضحه، واعلم أن غائلتهم لا تطفأ أبداً نائرتها، ولا يؤمن على حالٍ ثائرتها.

وله عنه من أخرى، إثر دخول ابن عكاشة قرطبة، وقتله لابنه عباد، وقد وجدت هذه الرقعة في بعض التعاليق منسوبة لابن الباجي: كتبت على أثر النازل الشنيع، والرزء الفظيع، الذي صدع كبدي، وفت في عضدي، وأثكلني من كان القرة لعيني، ما جرى على الفقيد الشهيد عباد ابني مجلك - كان - رحم الله مصرعه، وبرد مضجعه، وقتل قاتليه، ووفر لي أجر المصاب فيه.

وشرح هذه الفاجعة، والقاصمة الهاجمة: تسببت من مثابرة العدو المبين المفتون، جاري الذميم الجوار القبيح الآثار، ومجاهرة الفاسق المعروف بابن عكاشة، دليله في سبيل التسلط والعدوان، وسهمه إلى أغراض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015