وإجمال: ياسر وتساهل، وتقاصر حيث كان له أن يتطاول، رأياً أدرك منه على صغره، وقصر ما قطعه من مسافة عمره، ما يعجز عنه الكهل المجرب، ويقصر دونه الحول القلب. وتأملت ذلك منه - أبقاه الله - حق التأمل، ونظرت إليه بعين الملتفت المحصل، فوفيته الجزاء، وسرت معه حسبما سار معي إلى ما شاء، فحصل لي من الناحية ما لا يضاهى معقلاً وبسيطاً، وعاد الشمل محوطاً والأمر مبسوطاً، والعاجز الكاسل حازماً نشيطاً، ورجع الضيق بها سعة، والهرج بحمد الله دعةً.
ومن جواب ابن صمادح، من إنشاء ابن الوكيل كاتبه: إلى مخاطبتك - أيدك الله - تسكن النفس، وبمطالعتك يتمكن الأنس. فما تزال - والله يعلي كعبك، ويجعل الأيام والليالي أنصارك وحزبك - تطلع من الاهتبال، في وفق الإجمال، ما يبدو ويتبين مع البكر والآصال - لا أعدمك الله معلوةً تبديها، ومنقبةً تنافس همم الكرام فيها -.
وورد كتابك مفتتحاً بما كان من صنعه تعالى الكفيل، وبلائه الجميل، ومنه المتتابع الموصول، في احتلالك بلييط - يسره الله، وأحل الهلاك بمن احتواه - وما كان من ذلك التناوش الذي أبدى مخايل الاعتلاء، وأذن بالملك والاستيلاء، ولا شك أن من سعى لله وحده، ولم يرد الظفر والظهور