رام، وفي خلال ذلك ما أمرت بشربهم فغورت منابعه، وقطعت مشارعه، وحصلوا منا ومن العطش تحت محاربين: ظاهرٍ وباطن، وعرضةً لمجاولين: مستترٍ وعالن.

وغير ذاهب على أحد ما تقتضيه هذه الحال المبهجة بما يخالفها على علو كعب الإسلام، وينصب على الشرك وأهله من سوء الانتقام، بعد البلوغ من الشكر لله تعالى إلى الغاية القصوى، من اختصاص أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب حليفنا الأعز - أيده الله - بقسمٍ من الشكر وافر، وحظ من الثناء والنثر ظاهر، فإنه الذي نهج بنفسه الكريمة - سناها الله - هذه السبيل، وتجشم فيها المجاشم حتى أذل من المشركين العزيز وأعز من المسلمين الذليل، ثم لم يشغله - دام تأييده - عن صلة أيدينا بعد ذلك أمر، ولا ثناه عن النظر لنا عذر.

وفي فصل منها: وكان نفوذي إليها من لورقة بعد أن تملكت قصابها، وتولجت على ما اقترحت أبوابها، وكان تخلي سعد الدولة أبي الأصبغ ابن لبون عنها على أفضل حال وأجمعها، بما [53أ] شئت من إلطاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015