بعض الشعراء:
حثوا مطاياكم عن أرض أندلسٍ ... فما المقام بها إلا من الغلط [50ب]
فالثوب ينسل من أطرافه وأرى ... ثوب الجزيرة منسولاً من الوسط ولعمري لو قضى بالسماع على العيان، واستغنى بالإقناع عن البرهان، واطمأن قلبه إلى التمويه، وقد رآه محضاً لا شك فيه؛ لكان كلام الداني أبي بكر، في ذلك المعنى المتقدم الذكر، برتبة ذلك أليق، وفي حلبته أجمح وأسبق، حتى لو سمعه الحارث بن هشام، لعلم أنه ثد ترك في حمد المذموم، ومعارضة الصحيح بالسقيم، طلقاً شاسعاً، ومجالاً واسعاً.
وأول من حسن الفرار، فما وقع ولا طار، الملك الضليل حيث يقول:
وما جبنت خيلي ولكن تذكرت ... مرابطها من بربعيص وميسرا ثم تتابع الشعراء في خدع العقول، بالتمويه المستحيل، فمن محسنٍ برز، ومن مقصر عجز، ومن أحسن ما ورد في ذلك قول حسان: