وفي ذلك يقول أبو بكر الداني من جملة قصيدة:
في نصرة الدين لا أعدمت نصرته ... تلقى النصارى بما تلقى فتنخدع
تنيلهم نعماً في طيها نقم ... سينضر بها من كان ينتفع
وقل ما تسلم الأجسام من عرضٍ ... إذا توالى عليها الري والشبع
لا يخبط الناس عشوا عند مشكلةٍ ... فأنت أدرى بما تأتي وما تدع وهذا مدح غرور، وشاهد زور، وملق معتف سائل، وخديعة طالب نائل، وهيهات!! بل حلت الفاقرة بعد بجماعتهم " حين أيقن النصارى بضعف المنن، وقويت أطماعهم بافتتاح المدن، واضطرمت في كل جهة نارهم، ورويت من دماء المسلمين أسنتهم وشفارهم، ومن أخطأه القتل منهم فإنما هو بأيديهم سبايا، يمتحنونهم بأنواع المحن والبلايا، حتى دنوا مما أرادوه من التوثب، وأشرفوا على ما أملوه من التغلب ". وحصلت مدينة قورية وسرتة أولاً في يد العدو، إلى عدة حصونٍ وقلاع، كلها في غاية من الحصانة والامتناع، ثم لم يزل التخاذل يتزايد، والتدابر يتساند، حتى حلت الفاقرة، وقضيت القضية، وتعجلت البلية، بحصول مدينة طليطلة في أيدي النصارى، وذلك في سنة ثمان وسبعين، وهي من الجزيرة كنقطة الدائرة، وواسطة القلادة، تدركها من جميع نواحيها، ويستوي في الأضرار بها قاصياً ودانيها. وفي ذلك يقول