نوليها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكاً ... واسداً ما ينهنهنا اللقاء الأبيات، حتى قال الحارث بن هشلام قطعته في حسن الفرار، التي صارت نهايةً في العجب، وشهادةً في تحسين نتائج الهرب، وهي قوله:
الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد
ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... في مأزق والخيل لم تتبدد
وعلمت أني إن أقاتل واحداً ... أقتل، ولا يضرر عدوي مشهدي
فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعاً لهم بعقاب يومٍ سرمد وسمعها بعض العجم فقال: قاتلكم الله معشر العرب، حسنتم كل شيءٍ حتى الفرار.
ومن أسحر ما ورد في ذلك للألباب، وأخدعه عن الصواب، قول ابن الرومي في سوداء، وقد تقدم في ما مر من الكتاب:
أكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق إلى ما لا يحصى عدده، ولا يستقصى أمده.