جفا الشرق حتى ظن من كان جاهلاً ... بدين النصارى أن قبلته الغرب وقوله: " يود لو ان طول الليل عام "؛ من قول المعري، وقصر عنه:

يود أن ظلام الليل دام له ... البيت؛ ونقله التهامي نقلاً مليحاً فقال:

وتود وجعلت سواد قلوبها ... وسواد عينيها سواد عذار وكانت طوائف الروم، مدة ملوك الطوائف بأفقنا قد كلب داؤهم بكل إقليم، فلاطفوهم بالاحتيال، واستنزلوهم بالأموال، فلم يزل دأبهم الإذعان والانقياد، ودأب النصارى التسلط والعناد، حتى استصفوا الطريف والتلاد، وأتى على الظاهر والباطن النفاد، بما كانوا ضربوا على أنفسهم من الضريبة، إلى ما يتبعها من هديات ونفقات، وشعر العصر، شاهد بالأمر، كقول حسان بن المصيصي يمدح المعتمد ويهون عليه تلك الإتاوات، من جملة أبيات:

ولم تطو دون المسلمين ذخيرةً ... تهين كرام المنفسات لتكرما

تحيل في فك الأسارى وإنما ... تعاقد كفاراً لتطلق مسلما

ما كنت ممن شح بالمال والقنا ... فتكنز ديناراً وتركز لهذما

فترسله للصفر أصفر عسجداً ... وإن خالقوا أرسلت أبيض مخذما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015