من سيوف الهند بسيوف الجوه والبعد مقتول، ولم يصبني بحمد الله إلا جرح أشوى، وعنت رغب حسن المآل عندي وزكى، فلا يشتغل لك بذلك بال، ولا تتوهم فيه غير ما أشرت إليه، والحمد لله على ما صنع حق حمده، وهو أهل المزيد الذي لا يرجى إلا من عنده.
قال ابن بسام: وشهر رجب الذي ذكره كان سنة تسع وسبعين.
ثم ورد بعد كتاب من إنشائه يشرح جمل هذا الفتح وتفصيله، قال في بعض فصوله: وقد علم ما كنا قبل مع عدو الله اذفونش بن فرذلند، قصمه الله، من تطأطؤنا واستعلائه، وتقامئنا وإنتخائه، وأنا لم نجد لدائه دواء، ولا لبلائه انقضاءً، ولا لمدة الامتحان به فناءً، إلى أن سنى اتلله تعالى من استصراخ أمير المسليمن وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، معقلي الأحمى - أيده الله - ما سنى، وأدنى من نأي دياره وشحط مزاره ما أدنى، فلم أزل أصل بيني وبينه الأسباب، وأستفتح إلى ما كنت أتخيل من نصره الأبواب، إلى أن ارتفعت الموانع قبله، وانتهجت السبل القصية له؛ ثم أجاز - على بركة الله وعونه - يريش ويبري، وصار بعد قدماً يخلق ويفري، ويتتبع وجوه الحزامة [49أ] كيفما اتجهت ويستقري، وأنا أنجده بوسعي، وأسعده على حسب ما يطيقه ذرعي، إلى أن صرنا معشر الحلفاء