ببطليوس - حرسها الله - واتفق رأينا بعد تشاورٍ على قصد قورية - حرسها الله - وسمع العدو - لعنه الله - بذلك، فصمد من محتشده إليها في جيوش تملأ الفضاء، وتسد الهواء، وتمنع أن تقع على ما تحت راياته ذكاء، قد تحصنوا بالحديد من قرونهم إلى أقدامهم، واتخذوا السلاح ما يزيد في جرأتهم وإقدامهم، ولما أشرف على جنابها، ولسنا بها، ودنا من أعلامها، ولم يتجه لنا بعد ما أردنا من إلمامها، دعاه تعاظمه إلى مواجهة سبيلنا، وحمله نفجه وتهوره على السلوك في مدرج سيولنا.

وفي فصل منها: فدنونا إليه بمحلاتنا - نصرها الله - ثم اضطربناها بازائه، وأطللنا عليه براياتنا حتى كدنا نركزها بفنائه، ورأى - لعنه الله - ما اعتمدناه من إصغاره وإخزائه، فأجمع مضطراً على اللقاء، وقدم بعض أخبيته دهشاً في الرقعة التي كانت بيننا على صغرها من بساط الفضاء، وقد تيقن أنه إن أخذ المسلمون مصافهم، ورتبوا في مواقعهم كوافهم، اصطلم عن آخره جمعه، واجتث أصله وفرعه، فاهتبل فيما قدر غرةً، وحمل ولم يكن - بحمد الله - ما استشعره مرةً، فتنادى المسلمون بشعارهم المنصور، وقبلوا عليه وعلى من معه في حالٍ مؤذنةٍ بالظهور والوفور، فتواقف قليلاً الجمعان، وتجاول ملياً الفريقان، وللسيوف حكمها، ومن الحتوف حدها المفهوم ورسمها، ثم صدق أمير المسلمين وناصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015