جملة من إنشاءاته السلطانيات مع ما يتعلق بها
ويذكر بسببها
له من رقعة وردت على الجناح بهزيمة الطاغية اذفونش، قصمه الله، يوم الجمعة المشهور، الذي أباد الله فيه عبدة الطواغيت على يدي أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، قال فيها:
كتبت صبيحة يوم السبت الثالث عشر من رجب، وقد أعز الله الدين، وأظهر المسلمين، وفتح لهم بفضله على يدي مسعانا الفتح المبين، بما يسر الله في أمسه وسناه، وقدره سبحانه وقضاه، من هزيمة أذفونش بن فرذلند، أصلاه الله - إن كان طاح - الجحيم، ولا أعدمه - إن كان أمهل - العيش الذميم، كما قنعه الخزي العظيم، وإتيان القتل على أكابر رجاله وحماته، وأخذ النهب في سائر اليوم والليلة المتصلة به إلى جميع محلاته، وحضور العدد الوافر بين يدي من رؤوسهم، ولم يحتز منها إلا ما قرب، وامتلاء الأيدي مما قبض ونهب، واتخذ الناس هاماتهم صوامع يؤذنون عليها، ويشكرون الله تعالى على ما صنع فيها، والتتبع بعد في آثارهم، وتمادي الطلب من وراء فرارهم؛ والذي لا مرية فيه أن الناجي منهم قليل، والمفلت