في الحديد فقال: يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح، وخرج آخر يتلوه فقال: يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح، وغشى على الراكب وعدلت به راحلته إلى العرج وأصبح قد أبيض
شعره، فأخبر عثمان بذلك، فنهى أن يسافر الرجل وحده. ذكره ابن أبي الدنيا (?).
(السادسة) أعلم أن عذاب القبر ونعيمه هو عذاب البرزخ ونعيمه وهو ما بين الدنيا والآخرة وإنما أضيف إلى القبر باعتبار الغالب؛ فالمصلوب والغريق والحريق وأكيل السباع والطيور له من عذاب البرزخ ونعيمه قسطه حتى لو علق العاصي على رءوس الأشجار في مهاب الرياح لأصاب جسده من عذاب البرزخ حظه، ولو ألقى الصالح في أتون من النار لأصاب جسده من نعيم البرزخ وروحه نصيبه فيجعل الله النار على هذا بردا وسلاما والهواء على ذلك نارا وسموما، فعناصر العالم ومواده منقادة لربها وفاطرها يصرفها كيف يشاء كما صرفها فيما ناشد بخلق هذه القوى فيها بعد أن لم تكن- تبارك اسمه (?).
... (السابعة) عذاب القبر نوعان:
(أ) دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة لقوله تعالى في آل فرعون: " النار يعرضون عليهم غدوا وعشيا " (?).
وفي حديث سمرة عند البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم: فهو يفعل به ذلك يوم القيامة (?). وفي حديث أبي هريرة: في الذين ترضخ رءوسهم