(دل) ما ذكر على أن الرجال أحق بالدفن من النساء، لأنهم أقوى عليه منهن ولأن المرأة إذا تولته أدى إلى كشف بعض بدنها وهو عورة (والأولى) عند الحنفيين والشافعي أن يدفن الرجل امرأته. فإن لم يكن زوج فمحارمها فإن لم يكن محرم فشيوخ الرجال واصلحهم لأن أبا طلحة رضى الله عنه تولى دفن بنت النبي صلى الله عليه وسلم وهو أجنبي ولم يكن هناك محرم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فلعله كان له عذر في عدم نزول قبرها وكذا زوجها عثمان بن عفان رضى الله عنه (وقالت) الحنبلية: الأولي بذلك المحارم ثم الزوج ثم صالحو الناس وشيوخهم، لأن الزوج تزول زوجيته بموتها والقرابة باقية. وأولى الناس بدفن الرجل أولاهم الصلاة عليه من أقاربه لأن القصد الدعاء للميت والرفق به.

(فائدة) يدخل القبر - عند الحنفيين والجمهور - من تدعو إليه حاجة الدفن وترا أو شفعا (لقول) ابن عباس رضى الله عنهما: كان الذين نزلوا في قبر النبي صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وشقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أوس بن خولة لعلى بن أبي طالب رضى الله عنه: يا على أنشدك الله وحفظنا من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له انزل فنزل مع القوم فكانوا خمسة. أخرجه البيهقى وقال: وشقران هو صالح مولى النبي صلى الله عليه وسلم لقبه شقران (?) [668]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015