ما بعد الدفن، والجواز على ما قبله ليتعظ به من يسمعه (?). (وقال) أبو السود الدولي: أتيت المدينة وقد وقع فيها مرض - فهم يموتون موتا ذريعا - فجلست إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فمرت به جنازة فاثنى على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت ثم مر بالثالثة فأثني عليها شر، فقال عمر: وجبت. فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. فقلنا: وثلاثة؟ فقال: وثلاثة. قلنا: واثنان؟ قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد ". أخرجه أحمد والبخاري والنسائي والبيهقى والترمذى وقال: حسن صحيح (?). {587}

ففي هذه الأحاديث تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأن لشهادة المؤمنين مدخلا في نفع المشهود له وضرر المشهود عليه. وللعلماء في ذلك قولان: (أ) أن هذا الثناء بالخير من أهل الفضل خاص بمن كان ثناؤهم مطابقا لفعاله فيكون من أهل الجنة، فإن لم يكن كذلك فليس هو مرادا بالحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015