(وهناك) الفرق بين سنن الهدى وسنن الزوائد.
(وأما) سنة الهدى فهى التى واظب عليها النبى صلى الله عليه وسلم تعبدا وابتغاء مرضاة الله مع الترك مرة أو مرتين بلا عذر، أو لم يتركها أصلا لكنه لم ينكر على التارك.
(قال) العلامة النسفى فى شرحه على المنار: سنة الهدى أخذها هدى وتركها ضلالة أهـ (وقال) الكمال ابن الهمام فى التحرير وشرحه: سنن الهدى هى ما يكون إقامتها تكميلا للدين تاركها بلا عذر على سبيل الإصرار مضلل ملوم أهـ (وفى شرح) نور الأنوار على المنار: ترك سنة الهدى يستوجب إساءة كالعتاب واللوم أهـ (وقال) منلا خسروا فى المرقاة وشرحه: سنة الهدى مكملة للدين وتاركها مسئ يستحق اللوم كصلاة العيد والأذان والإقامة والصلاة بالجماعة والسنن الرواتب أهـ.
(وأما) سنن الزوائد فقد عرفوها بالمثال (قال) فى المنار وشرحه نور الأنوار: سنن الزوائد هى كسير النبى صلى الله عليه وسلم فى لباسه وقعوده وقيامه (إلى أن قال) فهذه كلها من سنن الزوائد يثاب المرء على فعلها ولا يعاقب على تركها وهو فى معنى المستحب، إلا أن المستحي ما أحبه العلماء. وهذا ما اعتاده النبى صلى الله عليه وسلم أهـ.
(وقال) العلامة ابن عابدين فى رد المختار: السنة نوعان: سنة الهدى، وتركها يوجب إساءة وكراهية كالجماعة والأذان والإقامة ونحوها. وسنة الزوائد، ونركها لا يوجب ذلك كسير النبى صلى الله عليه وسلم فى لباسه وقيامه وقعوده، والنفل ومنه المندوب يثاب فاعله ولا يسئ تاركه، وقيل هو دون سنن الزوائد.
(وقد) مثلوا لسنة الزوائد ايضا بتطويله عليه الصلاة والسلام القراءة والركوع والسجود، ولا شك فى كون ذلك عبادة، وحينئذ فمعنى كون سنة الزوائد عادة أن النبى صلى الله عليه وسلم واظب عليها حتى صارت عادة له ولم يتركها إلا أحيانا، لأن السنة هى الطريقة المسلوكة فى الدين، فهى فى نفسها