صلى الله عليه وسلم الثابتة بامره وفعله وتقريره صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصر. وبكفى ما رؤيناه آنفا ما بين صحيح وحسن.

(وليس) فى شئ من هذه الاحاديث ولا غيرها أن العذبة كانت عريضة جعلوها على القفا وقاية من حر الشمس. أو عادة من عادات العرب فليست عبادة يتعبد بها. ولا قرية يتقرب بها الى الله تعالى. فلا قدوة فيها كما يزعمه بعض الناس، بل هو زعم باطل لوجوه (منها) قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف - حين عممه وأرسل من خلفه اربعة اصابع ونحوها - " هكذا فاعتم فإنه أعرب وأحسن " كما تقدم رقم 284.

(أيأمر) صلى الله عليه وسلم بشئ تعود فعله المأمور؟ وما معنى هذا الأمر إذا؟ وما معنى الترغيب فيه بقوله: إنه أعرب وأحسن؟

(ومنها) ما تقدم قريبا عن أبى أمامة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يولى واليا حتى يعممه ويرخى لها (يعنى عذبة) من الجانب اليمن نحو الأذن (أكان) اهتمامه صلى الله عليه وسلم بشان الولاة لتعليمهم عادة اعتادها العرب ودرجوا عليها؟ كلا لا هذا ولا ذاك. وإنما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، لأن الولاة هم قادة العامة فينبغى أن يمونوا المثل الأعلى فى جميع أحوالهم وأطوارهم وهيئاتهم، لأنهم إذا صلحوا صلحت الرعية، وإذا فسدوا فسدت فقد قيل: الناس على دين ملوكهم.

ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يولى إلا من كان جائزا صفات الكمال. وكان مع ذلك يوصيه بتقوى الله عز وجل فى نفسه وفى العامة. ويعلمه كيف سحين المعاملة مع الله تعالى ومع الناس. فماعمم صلى الله عليه وسلم الولاة، وأمرهم بأن يعتموا بهذه الكيفية، إلا لكونها أحسن الهيئات شكلا، واجملها منظرا. وأكملها هيبة وعملا.

ولا شك أن هذا دليل واضح على أن إرسال العذبة أمر مطلوب يعنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015