(ومنهم) من يتوضأ ثم يقرأ "قل هو الله أحد" إحدى عشرة مرة على أي حال كان، أو الفاتحة عشر مرات، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء، ثم يقول: اللهم إن كان هذا الأمر- ويسمى حاجته- خيراً فأرني ما يدل عليه، وإن كان غير ذلك فأرني ما يصرف عنه، ويشتغل بذكر الله حتى يأخذه النوم.
(ومنهم) من يقرأ قبل النوم: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"، تسع مرات، فيرى ما يرى.
(وقد) عكف على هذه الاستخارة خاصة الناس فضلاً عن عامتهم (ورؤيا) المؤمن الصادق وإن كانت لا تكاد تخطيء، فالاستخارة بواسطتها لم تشرع، وفيها عدول عن تعليم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وعن الدعاء الجامع لخيري الدنيا والآخرة. وهذا يتنافى مع كمال الإيمان وحسن اليقين الذي يقتضي التخلي عن البدع، والتحلي بالسنن.
(وقد ذكر) العلامة الصاوي في تفسير آية: "وربك يخلق ما يشاء ويختار" صلاة الاستخارة ودعاءها، ثم قال: فإن لم يكن يحفظ هذا الدعاء فليقل: اللهم خر لي واختر لي، كما روي عن عائشة عن أبي بكر رضي الله عنهما. واعلم أن هذه الكيفية هي الواردة في الحديث الصحيح وأما الاستخارة بالمنام أو بالمصحف أو السبحة، فليس وارداً عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا كرهه العلماء وقالوا: إنه نوع من الطيرة.
(وقال) ابن الحاج في المدخل: وليحذر مما يفعله بعض الناس ممن لا علم عنده أو عنده علم وليس عنده معرفة بحكمة الشرع الشريف في ألفاظه الجامعة للأسرار العلية، لأن بعضهم يختارون لأنفسهم