سعد السعادة العظمى (فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) فمن سكن إلى ربه عز وجل وتضرع إليه ولجأ في دفع جميع الشر عنه، فلاشك في سلامته من كل ما يتوقع من المخاوف (فأي دعاء) يجمع هذه الفوائد ويحصلها مما اختاره المرء لنفسه مما يخطر بباله من غير الألفاظ الجليلة التي احتوت على ما وقعت الإشارة إليه وأكثر منه؟ ولو لم يكن فيها من الخير والبركة إلا أن من فعلها كان ممتثلاً للسنة المطهرة محصلاً لبركتها لكفى. ثم مع ذلك تحصل له بركة النطق بتلك الألفاظ التي تربو على كل خير يطلبه الإنسان لنفسه ويختاره لها، فيا سعادة من رزق هذا الحال. أسأل الله أن لا يحرمنا ذلك بمنه (وينبغي) أن لا يفعلها المكلف إلا بعد أن يمتثل ما مضى من السنة في أمر الدعاء وهو أن يبدأ أولاً بالثناء على الله سبحانه وتعالى. ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم يأخذ في دعاء الاستخارة المتقدم. ثم يختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
(والجمع) بين الاستخارة والاستشارة من كمال الامتثال للسنة. فينبغي للمكلف أن لا يقتصر على إحداهما، فإن كان ولابد من الاقتصار فعلى الاستخارة، لما تقدم من قول الراوي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن (?).
2 - القراءة في صلاة الاستخارة:
يقرأ في كل ركعة منها الفاتحة وسورة ما. والأفضل أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: "قل يأيها الكافرون". وفي الثانية: "قل هو الله