وحبا فى أدب المصطفي صلى الله عليه وسلم، وبغضا لما سواه بعبارة يفهمها العام والخاص يصحبها التأنى، فان فى الناس الغبى والذكى.

كل ذلك وأنت رحب الصدر، حلو اللسان، طلق الوجه، أزهد الناس وأبعدهم عن الفحش فى القول، تسع السفيه والجاهل والمتعنت جاعلا محورك الذى يدور حوله الكلام، قوله تعالى على لسان سيدنا لقمان رضى الله عنه إذ يقول لابنه {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} وقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

وإياك ثم إياك أن يخطر ببالك أن تتكلم فى موضوع سياسى، فان ذلك ليس من شأنك. وحسبنا فى ذلك حكومتنا السنية (حفظها الله وقواها). ومعلوم أن الدين دين الله، والهداية لدينه بيده لا يملكها سواه. وليس علينا سوى أن نعرف، والحمل على الأمور والتعب لتنفيذها خارج عن الواجب علينا، فلا تتعرض له فمن سمع وعمل فالخير أراد لنفسه. ومن أعرض عنا وتركنا وما نأمر به، فالخير أردنا، وما علينا إلا البلاغ اتباعا لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ووقوفنا على ما حده الله له إذ يقول: {إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البَلاغُ}.

إنشاء المساجد

ومن آثار الجمعية التى تغتبط عليها، إنشاؤها المساجد العديدة فى مدن الجمهورية وقراها. وفى مقدمتها المسجد الكبير بالقاهرة (فى عطفة الشيخ السبكى بشارع الخيمية على مقربة من باب زويلة " بوابة المتولى " وجامع الوزير طلائع بن رزيك الأثرى) وكان الفراغ من بنائه وتنسيقه سنة 1342 هـ. هذا المسجد الكبير أنشأته الجمعية فى حياة المؤلف " أمام داره الفسيحة التى يؤمها القاصى والدانى " على قطعة أرض تبلغ مساحتها ثلاثة أمتار ومائتين (203 من الأمتار المربعة) وفيه تصلى الجمعة، والصلوات الخمس كصلاة الرسول وخلفائه ومن استقوا من شرعة الرسول صلى الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015