ولا صلاة لمن لا زكاة له". إنكم سفر مجتازون، وأنتم عن قريب تنتقلون من دار فناء إلى دار بقاء. فسارعوا إلى المغفرة بالتوبة، وإلى الرحمة بالتقوى، وإلى الهدى بالإنابة، فإن الله تعالى ذكره أوجب رحمته للمتقين، ومغفرته للتائبين، وهداه للمنيبين. قال الله عز وجل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (?). وقال: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} (?). وإياكم والأمانى، فقد عزت وأردت وأوبقت كثيراً حتى أكذبتهم مناياهم، فتناشوا التوبة (?) من مكان بعيد، وحيل بينهم وبين ما يشتهون. فأخبركم ربكم عن المثلات فيهم (?)، وصرف الآيات (?)، وضرب الأمثال؛ فرغب بالوعد، وقدم إليكم الوعيد، وقد رأيتم وقائعه بالقرون الخوالى جيلا فجيل، وعهدتم الآباء والأبناء والأحبة والعشائر باختطاف الموت إياهم من بيوتكم وبين أظهركم، لا تدفعون عنهم ولا تحولون دونهم، فزالت عنهم الدنيا، وانقطعت بهم الأسباب، فأسلمتم إلى أعمالهم عند المواقف والحساب والعقاب {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا