(وقال) أنس رضى الله عنه: بينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فى المسجد، اذ أغفى اغفاءة ثم رفع رأسه صاحكا. فقيل: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت على سورة آنفا فقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم، انا أعطيناك الكوثر) حتى ختما، قال: اتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، قال: انه نهر وعدنيه ربى عز وجل عليه خير كثير. وهو حوض ترد عليه أمتى يوم القيامة. آنيته عدد نجوم السماء فيختلج العبد منهم فأقول: ربى انه من أمتى. فيقول: ما تدرى ما أحدث بعدك ". أخرجه أحمد والخمسة (?) {107}.
(فائدة) صحح الغزالى أن الحوض قبل الصرط. وكذا القرطبى وقال: المعنى يقتضيه، فان الناس يخرجون من قبورهم عطاشا فناسب تقديم الحوض، وأيضا فان من جاز الصراط لا يتأتى طرده عن الحوض فقد كلمت نجاته.
(ورجح) القاضى عياض انه بعد الصراط، وأن الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار. ويؤيده من جهة المعنى أن الصراط يسقط منه يسقط من المؤمنين ويخدش فيه من يخدش، ووقوع ذلك للمؤمن بعد شربه من الحوض بعيد فناسب تقديم الصراط حتى اذا خلص من خلص شرب من الحوض. وقيل: يشهد له ما تقدم من ان للحوض ميزابين يصبان فيه من الكوثر. ولو كان قبل الصراط لحالت النار بينه وبين وصول ماء الكوثر اليه، ولكن وصول ذلك ممكن. والله على كل شئ قدير (ويمكن) الجمع بأن يكون الشرب