(وروى) ابن عباس قال: ألا اُخبركم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السفر؟ قلنا: بلى. قال: كان إذا زالت الشمس وهو فى المنزل قدم العصر إلى وقت الظهر، ويجمع بينهما فى الزوال. وإذا سافر قبيل الزوال أخر الظهر إلى وقت العصر ثم جمع بينهما فى وقت العصر. وإذا حانت المغرب فى منزله جمع بينها وبين العشاء. وإذا لم تحن فى منزله ركب حتى إذا حانت العشاء نزل فجمع بينهما. أخرجه الشافعي وأحمد بسند جيد (?). [73].
(ولقول) أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فى السفر. أخرجه أحمد (?). [74].
(وأجاب) الأولون عن أحاديث جمع التأخير بأن المراد بالجمع فيها الجمع الصوري، أى أنه صلى الله عليه وسلم صلى الأولى فى آخر وقتها والثانية فى أول وقتها (لقول) ابن عباس: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً، لا فى خوف ولا فى سفر. أخرجه مالك وقال: أرى ذلك كان فى مطر. وأخرجه الشافعي ومسلم والنسائي والطحاوى وأبو داود، وأخرجه من طريق آخر بلفظ: جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. فقيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد ألا يحرج أمته (?). [75].