المبحث الثامن موقف علماء أهل السنة وأساليب المقاومة

المبحث الثامن

موقف علماء أهل السنة وأساليب المقاومة

لقد قاوم علماء أهل السنة المد العبيدي الرافضي بكل الأساليب المتاحة لهم من حجة وتعليم ودعوة وحمل للسلاح ضد الطغاة الظالمين, وتمحورت طرقهم في عدة أساليب منها:

1 - صمود العلماء والفقهاء ضد أعمال العبيديين وتحملهم للأذى والسجن والقتل مما ساهم في تثبيت عوام المسلمين على عقيدة أهل السنة, وقد عمل العبيديون على إخلاء الساحة من العلماء بالترغيب وضمهم في دعوتهم أو بالترهيب حتى يسقط العامة.

2 - قاطع العلماء جميع مؤسسات الدولة العبيدية؛ فلا يختصمون إلى قضائهم, ولا يصلون وراء أئمتهم, ولا يأتون مهنئين, ولا معزين, ولا يتوارثون معهم, ولا يصلون على موتاهم, ولا يناكحونهم (?).

وبرز في هذا العمل الجليل العلامة الفقيه أبو يوسف جلبة بن حمود بن عبد الرحمن الذي قاطع العبيديين علانية في أول خطبة لبني عبيد في جامع القيروان, فعندما سمع ما لا يجوز سماعه قام قائمًا وكشف عن رأسه حتى رآه الناس ومشى إلى آخر باب في الجامع -جامع القيروان- والناس ينظرون إليه حتى خرج من الباب وهو يقول: قطعوها قطعهم الله, فمن حينئذ ترك العلماء حضور جمعتهم وهو أول من نبه على ذلك (?).

3 - حصن علماء أهل السنة أهل الشمال الإفريقي بالفتاوى التي أوضحت كفر بني عبيد, وأنهم ليسوا من أهل القبلة, كما كفروا من دخل في دعوتهم راضيًا,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015