ورجلي فإنما أردت بذلك أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لا شيء, لا وضوء, ولا صلاة, ولا زكاة, ولا أي فرض من الفروض, وسقط جميع ذلك عنكم, وأما لبس الفرو مقلوبًا فإنما أردت أن أعلمكم أنكم قلبتم الدين, وأما قولي لكم بَحْ, فإنما أردت أن أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة لكم من الزنى وشراب الخمر .... » (?).

ويعجبني في هذا المقام ما قاله شاعر أهل السنة في الشمال الإفريقي أبو القاسم الفزاري في هجاء بني عبيد:

عبدوا ملوكهم وظنوا أنهم ... نالوا لهم سبب النجاة عمومًا

وتمكن الشيطان من خطواتهم ... فأراهم عوج الضلال قويمًا

رغبوا عن الصديق والفاروق ... في أحكامهم لا سلموا تسليمًا

واستبدلوا بهما ابن أسود نابحًا ... وأبا قدرة واللعين تميمًا

تبعوا كلاب جهنم وتأخروا ... عمن أصارهم الإله نجومًا

ياليت شعري من هم إن جهلوا ... دنيا, ومن هم إن عددت صميمًا

أمن اليهود؟ أم النصارى؟ أم هم ... دهرية جعلوا الحديث قديمًا

أم هم من الصابين أم من عصبة ... عبدوا النجوم وأكثروا التنجيما

أم هم زنادقة معطلة رأوا ... أن لا عذاب غدًا ولا تنعيمًا؟

أم عصبة ثنوية قد عظموا ... النورين عن ظلماتهم تعظيمًا؟

من كل مذهب فرقة معلومة ... أخذوا بفرع وادعوه أروما (¬2)

وستأتي قصيدته الرائية التي هجا فيها بني عبيد وكيف نجاه الله منهم بإذن الله تعالى.

11 - زادوا في الأذان: «حي على خير العمل» , وأسقطوا من أذان الفجر «الصلاة خير من النوم» , ومنعوا الناس من قيام رمضان, وليس شيء أشد على بني عبيد من هذه الصلاة, ومنعوا صلاة الضحى, وقدموا صلاة الظهر لفتنة الناس, أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015