الناس إذا شاء, ويعرفونه بعلامات تدل عليه.

وأما دعوى التعارض, فقد نشأت عن الروايات التي لم تصح, وأما الأحاديث الصحيحة, فلا تعارض فيها والحمد لله.

وأيضًا, فإن خلاف الشيعة مع أهل السنة لا يُعتدّ به, والحكم العدل هو الكتاب والسنة الصحيحة, وأما خرافات الشيعة وأباطيلهم, فلا يجوز أن تكون عمدة يُرد بها ما ثبت من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).

قال العلامة ابن القيم في كلامه عن المهدي: «وأما الرافضة الإمامية, فلهم قول رابع, وهو: أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر, من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن, الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار, الذي يورث العصا, ويختم الفضا, دخل سرداب سامراء طفلاً صغيرًا من أكثر من خمسمائة سنة, فلم تره بعد ذلك عين, ولم يُحس فيه بخبر ولا أثر, وهم ينتظرونه كل يوم!! ويقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم: اخرج يا مولانا! اخرج يا مولانا! ثم يرجعون بالخيبة والحرمان, فهذا دأبهم ودأبه, ولقد أحسن من قال:

ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا؟

فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا

ولقد أصبح هؤلاء عارًا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل» (?).

وإلى هنا يكفي الإيضاح في بيان حقيقة المهدي عند أهل السنة والجماعة, وبذلك يتضح للقارئ الكريم الميزان الصحيح في دعوة كل مدعٍ للمهدية.

إن من أسباب الكارثة الكبرى التي وقعت في قبائل الشمال الإفريقي هي جهلهم بحقائق الأمور المستنبطة من الكتاب والسنة؛ ولذلك سهل على أبي عبد الله الشيعي أن يقود القبائل الكتامية إلى معتقداته الباطنية الرافضية الفاسدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015