قال: «والمحققون ينكرون دعواه في النسب, وينصون على أن هؤلاء المنتسبين بالفاطميين أدعياء, وأنهم من أصل يهودي من سلمية بالشام, وأن والده لقب بالقداح, لأنه كان كحالاً يقدح العيون, وقد هلك عبيد الله سنة 322هـ, وتمكن حفيده المعز من الاستيلاء على مصر, واستمر ملك العبيديين نحو قرنين من الزمان إلى أن قضى عليهم بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي في سنة 564هـ, وأزال منها كل آثار العبيديين, وقطع شرورهم عن الناس وأراح الله العباد منهم» (?).
وعلى كل حال فأعمالهم وعقائدهم تدل على أن أبناء المسلمين من السلالة النبوية الشريفة وعلماءهم الأبرار الأطهار وفقهاءهم الأخيار برآء من هذه الأقوال الشنيعة, والأفعال القبيحة, وأنا شخصيًا أميل إلى أن أبا عبد الله الشيعي اتضح له أن عبيد الله المهدي رجل طامع في الملك والجاه, ومستبد ويسعى لمجده, وشعر أبو عبيد الله ببعده عن مكانته فعمل على الخلاص منه, عندما حاول إقناع من حوله بأنه ليس هذا هو الذي يحدثهم عنه, إلا أن عبيد الله المهدي كان أسرع منه فتخلص الأخير من خصومه, وأما عن نسبه فالحق الواضح البين أن عبيد الله المهدي دعي في نسبه, ولا صلة له بأهل البيت, وهذا ما سنبرهن عليه في ترجمته إن شاء الله.
* * *