الصواب, وإنما الحل في الأخذ بالإسلام جملة, فالإعداد لابد أن يشمل كل المجالات التي يتناولها الإسلام من دولة ووطن أو حكومة وأمة, وخلق وقوة أو رحمة وعدالة وثقافة وقانون أو علم وقضاء, ومادة وثروة أو كسب وغنى, وجهاد ودعوة, أو جيش وفكرة كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء.
وهذا الذي اهتم به جيل التمكين في زمن نور الدين محمود وصلاح الدين.
47 - إن صلاح الدين الأيوبي تدرج في القضاء على الدولة العبيدية ورضى بأن يتولى وزارة التفويض وبدأ في تقليص الوجود العبيدي وإظهار التوجه السني, ولم يستعجل النتائج, ولابد من مراعاة سنة التدرج في تغيير الشعوب وإزالة الدول, كما أنه لابد من الاهتمام بالتخصص في أمور الدولة ومن التفنن في توزيع الأدوار حتى يتكامل العاملون لتحقيق أهدافهم.
48 - إن صلاح الدين أمضى سلاح العفو عند المقدرة مع خصومه, فكان له أثر بالغ في كسب النفوس ومداواة الأمراض, وتوحيد الصفوف والقضاء على الفتن الداخلية, فالعفو عند المقدرة عندما يكون في محله يقوي الدول ويجذب القلوب ويقضي على الخصوم.
49 - عندما تمكن صلاح الدين من توحيد الجبهة الداخلية تحرك بجيوشه الجرارة لتطهير الشام من الصليبيين, وكان تحركه الميمون وفق خطة عسكرية محكمة, بدأ في انتزاع الحصون والمدن القريبة من مصر, واستدرج النصارى إلى موقع اختارته أركان حرب صلاح الدين ألا هو «حطين» ووجه ضربته المباركة في حطين التي كانت مفتاح القدس.
50 - إن أخلاق القادة الرفيعة تظهر في الفتوحات العظيمة, ولقد ضرب صلاح الدين أروع الأمثلة في الأخلاق والعفة والكرم والصفح في فتحه للقدس, حتى إن ملوك النصارى ومؤرخيهم تأثروا بهذه الأفعال الجميلة والأيادي الجزيلة, والفضل ما شهدت به الأعداء.
51 - إن القيادة الفكرية والعلمية لم تكن في يد صلاح الدين, وإنما كانت