15 - لقد فعل العبيديون في أهالي برقة ما تقشعر منه الأبدان وتشيب منه الرؤوس, وثار أهل برقة من العبيديين فقتلوا عاملهم وكثير من رجال كتامة ولكنهم أخمدوا بالتنكيل, والتعذيب والقتل وسبي النساء.
16 - استطاع أبو يزيد الخارجي أن يهز كيان الدولة العبيدية وكاد أن يقضي عليها إلا أنه لم يحقق ذلك؛ لأن عقليته لم تكن عقلية رجل دولة, ولم تكن له خطة واضحة الأهداف كما أنه غدر بحلفائه مما أفقد ثقة الناس فيه.
17 - إن علماء أهل السنة اجتهدوا في مناصرتهم لأبي يزيد الخارجي إذ رأوا أنه أخف الضررين, والدرس العميق الذي نخرج به هو شدة الحذر في مثل هذه التحالفات وتقدير المصالح والمفاسد وخصوصًا عند أهل البدع الاعتقادية والأحزاب العلمانية, فالمسلم كيس فطن لا يلدغ من جحر مرتين.
18 - من أسباب نجاح ثورة أبي يزيد أن القائم بأمر الله الخليفة العبيدي سب الأنبياء وأظهر كفره, فاستغل أبو يزيد ذلك وألب إباضية المغرب وجموع القبائل وفقهاء وزهاد القيروان عليه.
19 - أظهر الخليفة المنصور العبيدي الإسلام وقدم الفقهاء والعلماء ورفع الظلم عنهم حتى سكنت البلاد وقضى على الخارجين عليه.
20 - إن أهالي الشمال الإفريقي طويلو النفس لا يرضون بغير منهج أهل السنة ولهم استعداد أن يقدموا الغالي والرخيص في سبيل هذه العقيدة الصحيحة؛ لذلك اضطر خلفاء العبيديين أن يفكروا في الانتقال إلى مصر والتخلص من الثورات والاضطرابات.
21 - أصبحت الدولة العبيدية راعية الفكر الباطني في العالم الإسلامي, وتمده بالمال والسلاح وبكل ما يحتاجه, لتقويته ضد أهل السنة, فتم التعاون بين القرامطة والعبيديين إلا أنهم اختصموا واختلفوا على الدنيا.
22 - اتخذت الدولة العبيدية أساليب متنوعة في القضاء على عقيدة أهل السنة وكلها لم تحقق أهدافها.