اثنين, ومن لم يستطع ذلك فهو أسير» (?).
إلا أن السلطان صلاح الدين تجاوز بند المعاهدة وعامل الصليبيين معاملة عطف ورحمة وإحسان, ليعطي للبغاة المعتدين, والملوك المستبدين الظالمين والصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين النموذج الطيب, والقدوة الصالحة في السماحة والعدل والعفو عند المقدرة.
فأعطى للنصارى العاجزين الذين تركهم أمراؤهم ولم يجدوا من يعينهم أعطاهم أموالاً ودواب لتحمل أثقالهم إلى ما يريدون.
وكانت إحدى نساء ملك من ملوك الروم قد ترهبت واستأذنت للذهاب إلى زوجها والمكث معه فإذن لها وسيرها إلى زوجها السجين للبقاء معه بقلعة نابلس واجتمعت مجموعة من النساء وتوسلن للسلطان في أزواجهن وأبنائهن, فرق لهن, وأمر بالإفراج عنهم, وفتح للعجزة والفقراء باب الخروج دون دفع جزية, وذكر كتاب الغرب من أمثال «ستيفن سن» «استانلي لين بول» الشيء الكثير في بر وإحسان صلاح الدين بالنصارى.
وأذن السلطان صلاح الدين لرجال الدين والناس كافة أن يحملوا معهم ما شاؤوا من المتاع والأموال, فأخذوا ما شاؤوا دون أن يعترضهم معترض, تاركين ما لا قبل لهم بحمله, فابتاعه المسلمون منهم.
وكان أحد البطارقة قد خرج بأمواله وذخائره, وكانت كثيرة جدًا لم يصرفها في فداء الفقراء والمساكين, فقيل للسلطان: «لم لا تصادر هذا فيما يحمل, وتستعمله فيما تُقَوّي به أمر المسلمين؟» فقال لهم السلطان: «لا آخذ منه غير العشرة الدنانير, ولا أغدر به» (?).
أما معاملة النصارى الحاقدين للمسلمين عندما انتزعوا القدس من أيدينا في عام 492هـ فإليك ما قاله «مل» المؤرخ الإنجليزي: «كان المسلمون يُقتلون في