وبات داعي التوحيد منتظرًا ... ومن دعاة الإشراك منتقما
وظل أهل الضلال في ظلل ... داحية من غبائه وعمى
وارتكس الجاهلون في ظلم ... لما أضاءت منابر العلما
وعاد المستضيء معتليًا ... ببناء حق بعد ما كان منهدما
أعيدت الدولة التي اضطهدت ... وانتصر الدين بعد ما كان اهتفما
واهتز عطف الإسلام من جلل ... وافتر ثغر الإسلام وابتسما
واستبشرت أوجه الهدى فرحًا ... فليقرع الكفر سنه ندما
عاد حريم الأعداء منتهك الهدى ... وفي الطغاة منقسما
قصور أهل القصور أخربها ... عامر بيت من الكمال سما
أزعج بعد السكوت ساكنها ... ومات ذلاً وأنفه رغمًا (?)
وكان سقوط الدولة العبيدية سنة 567هـ وقال ابن كثير في ذلك: «قد كانت مدة ملك الفاطميين مائتي سنة وكسرًا, فصاروا كأمس الذاهب: {كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [هود:95]. وكان أول من ملك منهم المهدي, وكان من سلمية حدادًا اسمه عبيد, وكان يهوديًا, فدخل بلاد المغرب وتسمى بعبيد الله, وادعى أنه شريف علوي فاطمي, وقال عن نفسه إنه المهدي, كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء والأئمة بعد الأربعمائة, والمقصود أن هذا الدعي الكذاب راج له ما افتراه في تلك البلاد, وآزره جماعة من الجهلة, وصارت له دولة وصولة, ثم تمكن إلى أن بنى مدينة سماها المهدية نسبة إليه, وصار ملكًا مطاعًا, يظهر الرفض وينطوي على الكفر المحض, ثم كان من بعده ابنه القائم محمد, ثم ابنه المنصور إسماعيل, ثم ابنه معد, وهو أول من دخل ديار مصر منهم, وبنيت له القاهرة المعزية والقصران, ثم ابنه العزيز نزار, ثم ابنه الحاكم منصور, ثم ابنه الطاهر علي, ثم ابنه المستنصر معد, ثم ابنه المستعلي أحمد, ثم ابنه الآمر منصور, ثم ابن عمه الحافظ عبد المجيد, ثم ابنه