لعاصمة الموحدين حيث عاجلته المنية وهو يشد الرحال إليها.

وبسقوط المهدية في قبضة النصارى الحاقدين بقيادة رجار الصقلي سنة 543هـ انتهت دولة بني زيري بعد أن دام ملكها على أرض إفريقية والمغرب الأوسط نحو مائة وثمانين عامًا (180 سنة) منذ زمن مؤسسها الأول بلكين 362هـ إلى الحسن بن علي عام 543هـ. وقبل الدخول في أسباب سقوط الدولة الزيرية خصوصًا والدولة العبيدية عمومًا نبين ما حدث لطرابلس الغرب من هجوم شرس غادر من قبل النصارى وما مر من أحداث في تلك الفترة.

أ- والي طرابلس في زمن الأمير الحسن بن علي الصنهاجي:

وهو محمد بن خزرون بن خليفة بن ورو .. ولي طرابلس بعد شاه ملك وقرب منه شيوخ بني مطروح لما لهم من الزعامة والرئاسة والمكانة والنفوذ في طرابلس, وأسند إليهم رئاسة الجند وتدبير الأمور وأصبح لا يصدر إلا عن رأيهم وخلع يد الطاعة من الحسن بن علي, وامتنعوا عن دفع الأموال إليه وأعلنوا طاعتهم للعبيديين في مصر.

ب- رجار يهاجم طرابلس:

وفي سنة 537هـ هاجم رجار طرابلس وحاصرها بأسطوله ونقبوا أسوار المدينة, فدافع أهلها عنها دفاعًا مستميتًا واستنجدوا بسكان الضواحي من العرب وغيرهم فأنجدوهم, ولم يتمكن رجار من دهول المدينة فرجع إلى صقلية خائبًا, وغنم الطرابلسيون منه بعض الأسلحة, وبقى ابن خزرون مستقلاً بطرابلس يدبر ويرتب وينظم شؤونها ويدين بالطاعة للعبيديين في مصر (?).

ج- المجاعة في طرابلس:

في سنة 540هـ تعرضت طرابلس لمجاعة كبيرة فاضطر بعض السكان إلى ترك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015