بمراكش في الاجتماع معهم على الدخول إلى صقلية, فكف رجار عن شره (?). وتوفى الأمير علي بن يحيى بن تميم, صاحب إفريقية, في العشر الأخير من ربيع الآخر, وكانت حروبه وأعماله تدل على همته, ولما توفى ولي الملك بعده ابنه الحسن, بعهد أبيه, وقام بأمر دولته صندل الخصى؛ لأنه كان عمره حينئذ اثنتي عشرة سنة لا يستطيع أن يستقل بتدبير الملك, فقام صندل بالأمر خير قيام, فلم تطل أيامه حتى توفى, فوقع الخلاف بين أصحابه وقواده, كل منهم يقول: أنا المقدم على الجميع, وبيدي الحل والعقد, فلم يزالوا كذلك إلى أن فوض أمور دولته إلى قائد من أصحاب أبيه يقال له: أبو عزيز موفق, فصلحت الأمور (?).
ولد بسوسة سنة 502هـ, وتولى بعد وفاة أبيه وجرت في أيامه وقائع وأمور يطول شرحها, وضعفت دولته وأصبحت هدفًا للنصارى الحاقدين, ورأوا أن الفرصة حانت لاحتلال مدن جنوب البحر المتوسط وإذلال المسلمين, واستطاع رجار الصقلي احتلال طرابلس وبعدها المهدية.
وخرج الحسن بن علي من المهدية وهو يقول: «سلامة المسلمين أحب إليَّ من الملك والقصر».
وأراد الذهاب إلى العبيديين في مصر ثم تنحى عن هذه الفكرة, وراسل ابن عمه زعيم الدولة الحمادية في المغرب الأوسط إلا أن ابن عمه حبسه في إقامة جبرية خوفًا من أن يتصل بخليفة الموحدين عبد المؤمن بن علي, واستطاع الحسن ابن علي أن يتصل بخليفة الموحدين ودخل تحت سلطانه وعملا على تحرير أراضي المسلمين والمدن الساحلية من كل وجود للنصارى راضيًا بخلافة الموحدين, وتضاربت الأقوال في سنة وفاته إلا أنه بالتأكيد كانت بعد سنة 555هـ أثناء ذهابه