105. قام محمد علي نيابة عن فرنسا وبريطانيا وروسيا والنمسا وغيرها من الدول الأوروبية بتوجيه ضربات موجعة للاتجاه الإسلامي في كل من مصر، والجزيرة العربية، والشام، والخلافة العثمانية مما كان لها الأثر في تهيئة العالم الإسلامي للأطماع الغربية.
106. كان محمد علي مخلباً وخنجراً مسموماً استعمله الأعداء في تنفيذ مخططاتهم ولذلك وقفوا معه في نهضته العلمية، والاقتصادية والعسكرية بعد أن أيقنوا بضعف الجانب العقدي والإسلامي لديه ولدى أعوانه وجنوده.
107. ترتب على دور محمد علي في المنطقة بأسرها أن تنبهت الدول الأوروبية إلى مدى الضعف الذي أصبحت عليه الدولة العثمانية، وبالتالي استعدادها لتقسيم أراضيها حينما تتهيأ الظروف السياسية.
108. تولى الحكم في الدولة العثمانية بعد وفاة السلطان محمود الثاني ابنه عبد المجيد الأول وكان ضعيف البنية، شديد الذكاء واقعياً ورحيماً وهو من أجلّ سلاطين آل عثمان قدراً.
109. كان السلطان عبد المجيد خاضعاً لتأثير وزيره رشيد باشا الذي وجد في الغرب مثله وفي الماسونية فلسفته، ورشيد باشا هو الذي أعد الجيل التالي له من الوزراء ورجال الدولة، وبمساعدته أسهم هؤلاء في دفع عجلة التغريب التي بدأها هو.
110. كانت حركة الإصلاح والتجديد العثماني تدور حول نقاط ثلاثة هامة: الاقتباس من الغرب فيما يتعلق بتنظيم الجيش وتسليمه في نظم الحكم والإدارة، الاتجاه بالمجتمع العثماني نحو التشكيل العلماني، الاتجاه نحو مركزية السلطة في استانبول والولايات.
111. تكلل خطا كلخانة وهمايون بدستور مدحت باشا عام 1876م ولأول مرة في تاريخ الإسلام ودوله يجري العمل بدستور مأخوذ عن الدستور الفرنسي والبلجيكي والسويسري وهي دساتير وضعية علمانية.
112. وضعت حركة التنظيمات الدولة العثمانية رسمياً على طريق نهايتها كدولة اسلامية، فعلمنت القوانين، ووضعت مؤسسات تعمل بقوانين وضعية، والابتعاد عن التشريع الإسلامي في مجالات التجارة والسياسة والاقتصاد، قد سحب من الدولة