99. اضطرت الحملة الفرنسية إلى مغادرة مصر بسبب الهجوم المشترك الذي قام به الانجليز والعثمانيون على الفرنسيس في مصر وقد تظافرت عوامل عدة أرغمت المحتلين الفرنسيس على الخروج من مصر في النهاية، منها تحطيم اسطولهم في معركة أبي قير البحرية وسيطرة الانجليز البحرية في البحر المتوسط، وتشديدهم الحصار على الشواطئ المصرية، مما أعجز الحكومة الفرنسية عن إرسال النجدات والإمدادات إلى فرنسا في مصر.
100. كان للحملة الفرنسية أثر بالغ في مصر خصوصاً والشرق عموماً واستطاعت المحافل الماسونية اليهودية الفرنسية أن تشق طريقها لطعن الإسلام بخنجرها المسموم، واستطاع الفرنسيون أن يزرعوا أفكارهم ويجدوا لهم عملاء في المنطقة، واستفادوا بعد خروجهم العسكري من الدور الخطير الذي قام به محمد علي باشا حاكم مصر فيما بعد.
101. تولى الحكم السلطان محمود الثاني في عام 1223هـ واستطاع أن يتخلص من الإنكشارية وأزالها من الوجود وأصبح بعد ذلك حراً في تطوير جيشه، فترسم خطى الحضارة الغربية واستبدل الطربوش الرومي بالعمامة، وتزيا بالزي الأوربي، وأمر أن يكون هو الزي الرسمي لكل موظفي الدولة.
102. في تلك الفترة الحرجة من التاريخ العثماني انتشرت المحافل الماسونية في مصر والشام وتركيا وكانت تعمل ليلاً ونهاراً من أجل تفتيت وإضعاف الدولة العثمانية بمعاولها الفاسدة التي لاتكل ولاتمل.
103. كانت المحافل الفرنسية ترى دعم محمد علي ليتحقق لها أطماعه المستقبلية في حفظ وتقوية محافلها الماسونية، وإضعاف الدولة العلية العثمانية وزرع خنجرها المسموم في قلب الدولة العثمانية ولذلك أنشأت لمحمد علي أسطولاً بحرياً متقدماً متطوراً، وترسانة بحرية في دمياط.
104. قام محمد علي بدور مشبوه في نقل مصر من انتمائها الإسلامي الشامل إلى شيء آخر يؤدي بها في النهاية إلى الخروج عن شريعة الله وكانت تجربة محمد علي قدوة لمن بعده من أمثال مصطفى كمال أتاتورك وجمال عبد الناصر .. الخ.