وقد ادعى القادياني النبوة ثم الألوهية، وقد كان من أبرز ملامح دعوة (غلام احمد القادياني) (ميله الشديد للإنكليز وخدمته لأغراضهم في بلاد الهند، وإبطال عقيدة الجهاد لهم، وثناؤه عليهم، وحث اتباعه على نصرتهم في كل مكان ... ) (?).

ويقول القادياني: (ولايجوز عندي أن يسلك رعايا الهند من المسلمين البغاة وأن يرفعوا على هذه الدولة المحسنة سيوفهم أو يعينوا أحداً في هذا الأمر ويُعان على شيء أحد من المخالفين بالقول أو الفعل أو الإشارة أو المال أو التدابير المفسدة، بل هذه الأمور حرام قطعي ومن أرادها فقد عصى الله ورسوله وضل ضلالاً مبينا) (?).

لقد كانت تلك الفرق مصدراً لإثارة القلاقل والفتن وإحداث الفوضى في داخل الدولة العثمانية وكذلك في تجمعات المسلمين كالهند وغيرها وكانت تلك الفرق لا تكل ولا تمل في تآمرها المستمر مع أعداء الاسلام وفي خيانة المسلمين في أحرج الأوقات، وأحلك الظروف، لقد اكتوت الأمة بشرور تلك الفرق عندما ضعفت عقيدة أهل السنة في كيان الدولة القائمة عليها وفي نفوس رعاياها من أهل السنة.

سادساً: غياب القيادة الربانية:

إن القيادة الربانية من أسباب نهوض الأمة والتمكين لها، لأن قادة الأمة هم عصب حياتها، وبمنزلة الرأس من جسدها، فإذا صلح القادة صلحت الأمة، وإذا فسد القادة صار هذا الفساد الى الأمة، ولقد فطن أعداء الاسلام لأهمية القيادة الربانية في حياة الأمة ولذلك حرصوا كل الحرص على ألا يمكنوا القيادات الربانية من امتلاك نواصي الأمور وأزمة الحكم في الأمة الاسلامية ففي خطة لويس التاسع أوصى بـ (عدم تمكين البلاد الاسلامية والعربية من أن يقوم بها حاكم صالح) كما أوصى بـ (العمل على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الاسلامية بالرشوة، والفساد، والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة) (?).

وصرح القائد المستشرق البريطاني (مونتجو مري وات) في (جريدة التايمز اللندنية) قائلاً: (إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الاسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015