واستخفاف كثير منهم بالشرائع، وإلغاؤهم التكاليف أو إسقاطهم لها، واستهانتهم بأوامر الدين ونواهيه، تحت مسمى الولاية والحزب والجذب والشهود ولقد كان واقع الصوفية حجة قوية استندت إليها حركات التغريب التي نخرت الدولة العثمانية.
خامساً: نشاط الفرق المنحرفة:
كالشيعة الأثنى عشرية، والدروز والنصيرية، والإسماعيلية والقاديانية والبهائية وغيرها من الفرق الضالة المحسوبة على الاسلام.
لقد كانت تلك الفرق قد استفحل أمرها، خصوصاً مع مجيء الاستعمار الصليبي الذي طوق الأمة الاسلامية، فكانوا على عادتهم دائماً مع أعداء المسلمين عوناً لهم وجنداً مخلصين تحت قياداتهم.
ففي الماضي كانوا أكبر عون للتتار والصليبيين ضد المسلمين، وهاهم يسيرون على نفس المنهج الممزوج بالخيانة والتآمر لحساب أعداء الأمة وقد مر بنا في هذا الكتاب دور الصفوية الأثنى عشرية الشيعة في محاربة الدولة العثمانية على مر عصورها، وحين احتل الفرنسيون سوريا وانطلقت الحركات الجهادية ضدهم كان الاسماعيلية في سليمة وغيرها يقاتلون جنباً الى جنب مع الفرنسيين كما فعلوا مع المجاهد (ابراهيم هنانو) ومن معه من المجاهدين (?).
أما طائفتا النصيرية والدروز فقد كانتا على مر التاريخ والعصور مصدراً لإثارة القلاقل وزعزعة الأمن والثورات المستمرة ضد الحكم الاسلامي، وعوناً للأعداء من الصليبيين المستعمرين وغيرهم.
وفي القرن الثالث عشر الهجري تفاقم أمر النصيرية وتعاظم خطرهم في بلاد الشام مما حدا بـ (يوسف باشا) والي الشام أن يقود جيشاً بنفسه ويقاتلهم حيث (انتصر عليهم وسبي نساؤهم وأولادهم، وكان قد خيرهم بين الدخول في الاسلام أو الخروج من بلادهم فامتنعوا وحاربوا وانخذلوا وبيعت نساؤهم وأولادهم، فلما شاهدوا ذلك أظهروا الاسلام تقية، فعفا عنهم وعمل بظاهر الحديث وتركهم في البلاد .... ) (?).
وقد قاموا بثورة كبيرة عام 1834م وهاجموا مدينة اللاذقية ونهبوها وفتكوا بأهلها. وقد حاول السلطان عبد الحميد الثاني أن يعيدهم الى حظيرة الاسلام وأرسل رجلاً من خاصته