كما طلب المسلمون أن يتوسط السلطان بايزيد الثاني لدى البابا في روما وذلك لما للسلطان من ثقل سياسي في أوروبا فقال:

فسل بابهم أعني المقيم برومة ... بماذا أجازوا الغدر بعد الأمانة

ومالهم مالوا علينا بغدرهم ... بغير أذىً منا وغير جريمة

وجنسهم المقلوب في حفظ ديننا ... وأحسن ملوك ذي وفاء أجلة

ولم يخرجوا من دينهم وديارهم ... ولانالهم غدر ولاهتك حرمة

ومن يعط عهداً ثم يغدر بعهده ... فذاك حرام الفعل في كل ملة

ولاسيما عند الملوك فإنه ... قبيح شنيع لايجوز بوجهة

وقد بلغ المكتوب منكم إليهم ... فلم يعلموا منه جميعاً بكلمة

ومازادهم إلا أعتداء وجرأة ... علينا وإقداماً بكل مساءة

ويشير المسلمون أن توسط ملوك مصر لدى المسيحيين لم تجد شيئاً، بل زادوا تعنتاً فقالوا:

وقد بلغت ارسال مصر إليهم ... ومانالهم غدر ولاهتك حرمة

وقالوا لتلك الرسل عنا بأننا ... رضينا بدين الكفر من غير قهرة

وساقوا عقود الزور ممن أطاعهم ... ووالله مانرضى بتلك الشهادة

لقد كذبوا في قولهم وكلامهم ... علينا بهذا القول أكبر فرية

ولكن خوف القتل والحرق رونا ... نقول كما قالوه من غير نية

ودين رسول مازال عندنا ... وتوحيدنا لله في كل لحظة

بعد ذلك أوضح المسلمون للسلطان بايزيد أنه مع كل ذلك فإنهم متمسكون بالدين الإسلامي ويؤكدون ذلك بقولهم:

ووالله مانرضى بتبديل ديننا ... ولا بالذي قالوا من أمر الثلاثة

وإن زعموا أنا رضينا بدينهم ... بغير أذى منهم لنا ومساءة

فسل وحرا عن أهلها كيف أصبحوا ... أسارى وقتلى تحت ذل ومهنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015