وفوق هذا كله فإن هذا البناء التاريخي يضم بين جدرانه لواء الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - وبردته المباركة وسيوفه وكثيراً من آثاره الشريفة ... ) (?).

لقد كانت الدولة تعطي لمبدأ الجهاد أهمية قصوى ولذلك أعدت شعبها وجيشها لتحقيق هذا المبدأ الرباني وحققت من خلاله ثمرات مهمة الاسلام والمسلمين من أهمها:

- إعزاز المسلمين وإذلال الكافرين.

- دخول الناس في دين الله فواجا (?).

- إسعاد الناس بنور الاسلام وعدله ورحمته.

لقد انصبغت الدولة العثمانية بالروح الجهادية ووضعت أهدافاً لها من أهمها:

- إقامة حكم الله ونظام الاسلام في الأرض.

- دفع عدوان الكافرين.

- إزاحة الظلم عن الناس.

- نشر الدعوة الإسلامية بين البشر (?).

8 - (واحرس أموال بيت المال من أن تتبد):

إن السلاطين العثمانيين كانوا يرون أن الدولة هي الهيئة التنفيذية والمعبرة عن رأي الأمة، والمكلفة بحماية مصالحها، فمسؤلية الدولة ليست خاصة بالأمن والدفاع وإنما هي مسؤولة عن رعاية المصالح الاجتماعية وحماية بيت المال من الاسراف والتبذير والمحافظة على مصادر وموارد بيت المال وأهم موارد بيت المال:

- جمع الزكاة المفروضة وتوزيعها في مصارفها المشروعة.

- ترتيب الخراج على أملاك الدولة المعمورة وتحصيل عائدته للإنفاق العام على الجيش وتنمية المرافق العامة.

- جباية الجزية على المعاهدين مقابل إعفائهم من القتال مع المسلمين.

- تحصيل عشور التجارة على الواردات من خارج نطاق الدولة العثمانية.

- التوظيف بقدر الحاجة على افراد الأمة سواء كان تطوعياً أو ألزامياً لإنفاقها في دروب الجهاد وسائر المصالح العامة طبقاً لقاعدة المصالح المرسلة.

- تشغيل الموارد وحمايتها كالحمى والمناجم وإحياء الموات، وتحصيل أنصبة الدولة منها لاستخدامها في مجالات الإنفاق الحكومي (?).

وعلى الدولة أن تراقب النشاط الاقتصادي وتحرص على تطبيق أحكام الشريعة فيه، وتشمل:

- ضبط المقاييس والمواصفات المعيارية التي يحتاجها الناس في أسواقهم مثل المكاييل والموازيين، ومواصفات البضائع الجيدة.

- منع الغش، وإبطال العقود الفاسدة في البيع والعمل (الاستضاع).

- الأمر بالمعروف في المعاملات كالصدق والعدل والوفاء في المعاملة كالبيع والشراء والنهي عن المنكر في البيوع كالحلف الكاذب على السلعة.

- منع تلقي الركبان والمناجشة في البيع والتدليس والغبن الفاحش وغيره من الأساليب التي تؤدي الى العداوة والبغضاء بين الناس.

- منع ترويج المحرمات كالخمر والخنزير وآلات القمار والميسر، ووسائل اللهو المؤدي الى تمويت القلوب.

- منع مظاهر الترف والإسراف، والتشجيع على نبذها (?).

9 - (وإياك أن تمد يدك الى أحد من أموال رعيتك إلا بحق الاسلام):

إن وظيفة الدولة تنفيذ أوامر الشريعة والشريعة جاءت لحفظ أموال الناس التي هي قوام حياتهم. وقد حرم الاسلام كل وسيلة لأخذ المال بغير حق شرعي، قال تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} (سورة البقرة: آية188).

وحرم السرقة وأوجب الحد على من ثبتت عليه تلك الجريمة فقال تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله ... } (سورة المائدة: آية 38). وكذلك حرم الاسلام الربا الذي يهدد مصالح الأفراد واقتصاد الدول، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} (سورة آل عمران: آية 130).

وحرم كذلك الغش والاحتكار والنهب والاختلاس والغلول وغير ذلك من أشكال الاعتداء على المال وكل ذلك داخل في أكل أموال الناس بالباطل المنهي عنه.

ووظيفة الحاكم حماية أموال الرعية من السرقة والنهب لا أن يمد يده بغير وجه حق ويعتدي على أموال الناس.

10 - (واضمن للمعوزين قوتهم وابذل أكرامك للمستحقين):

كان السلاطين العثمانيون يتسابقون في الإحسان للفقراء والمساكين وأبناء السبيل .. وكل من هو محتاج الى البر والإحسان وقامت الدولة بأعمال جليلة في هذا الباب بل أوقف السلاطين والوزراء أوقافاً عظيمة على طلاب العلم والفقراء والمساكين والأرامل وغير ذلك وكان الوقف ركناً اساسياً في اقتصاد الدولة يقول الاستاذ محمد حرب: ( ... نشطت الحركة العلمية في جوامع استنبول (?) ... وكان صقوللي محمد باشا -على سبيل المثال- ينفق على الحركة العلمية في استانبول من دخل وقف 2000 قرية عثمانية في تشيكوسلوفاكيا (وكانت تابعة للدولة العثمانية) وأسعد أفندي قاضي عسكر الروملي (يعني البلقان) أوقف وقفين كبيرين على تجهيز الفتيات المعدمات اللاتي يصلن الى سن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015