د ـ وهناك عدة رجال وافتهم المنية بعد عودتهم من عند الخليفة سليمان أو أثناء إقامتهم عنده (?)، ولا يمكن اعتبار وفاة هؤلاء الرجال جميعاً، أو أحدهم من تدبير الخليفة لمجرد وفاتهم وهم في صحبته، أو أثناء عودتهم من عنده. والذي يبدو، أن وفاة أبي هاشم كانت طبيعية وليست بالسم، وأن ادعاء السم ما هي إلا روايات موضوعة (?) ..
3 ـ الزبيريون: اتسمت علاقة سليمان بالزبيريين بالمودة، كان سليمان يسأل عن أحوالهم ويتفقدهم، حيث قضى دين جعفر بن الزبير، عندما علم به (?)، وتَردُ المصادر قوة علاقة سليمان بالزبيريين إلى يد سلفت لعبد الله بن الزبير على سليمان، ففي أثناء الصراع بين عبد الله بن الزبير والأمويين أتى إليه بسليمان بن عبد الملك من الطائف، وكان يومئذ غلاماً صغيراً فكساه وجهزه إلى أبيه للشام، بعد أن وصله ووصل جميع من كان معه: فكان سليمان يشكر ذلك لعبد الله بن الزبير، فلما ولي أحسن إلى جميع ولده وكثيراً ما يأتونه فيبرهم ويصلهم، وكان يعظِّم ثابت بن عبد الله من بينهم (?). إن عهد سليمان اتسم بهدوء نسبي إلى درجة كبيرة، فلم يشهد حركات معارضة عنيفة، فكانت حركات الخوارج صغيرة ولم تهدد كيان الدولة، ووادع الهاشميين وأحسن إليهم، كما وادع الزبيريين مكافأة لهم باليد التي كانت لعبد الله بن الزبير عليه (?).
تميز سليمان بن عبد الملك بحرصه على تقريب العلماء وقبول نصيحتهم والاستماع إليهم من اشهر هؤلاء العلماء الذين كانوا مستشارين، رجاء بن حيوه، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم ..
1 ـ رجاء بن حيوة: أبو نصر الكندي، والإمام القدوة، الوزير العادل، الفقيه، من جلة التابعبين، حدث عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت وطائفة (?)، قال عنه مسلمة بن عبد الملك أمير السرايا: برجاء ابن حيوة وبأمثاله ننصر (?). وهو من العلماء الذين كان لهم قرب وحظوة عند خلفاء بني أمية قال عنه صاحب الحلية: مشير الخلفاء والأمراء (?)، وقد بدأ اتصاله بهم منذ عهد عبد الملك وقد بلغت مشاركة رجاء وتأثيره السياسي في عهد سليمان بن عبد الملك الذروة، فقد اتخذه سليمان وزير صدق له يستشيره في كثير من الأمور والقضايا المتعلقة