الدولة عند سليمان تفوق كل اعتبار في تولية الولاة فقد ولى يزيد بن المهلب حرب العراق وصلاته، إلا أنه لم يوله الخراج وإنما عهد بأمره إلى أهل المعرفة والكفاية والدراية في أمور الخراج في العراق وهو صالح بن عبد الرحمن ـ مولى تميم (?)، كما أنه أقر تولية وكيع بن حميد الدوسي على خراج خراسان، وهو من أهل المعرفة والكفاية والدراية في هذا المجال (?).
1 ـ الخوارج: لم يعد لهم قوة تذكر وكل ما كان منه في عهد سليمان لا يعدو عن كونه عصيان مجموعات صغيرة أو قل كبيرة فردية لا تكاد تقوم لها قائمة بمجرد إعلانها، ويذكر لسليمان بأنه كان أقل شدة من سابقيه في تعامله مع الخوارج غير الثائرين فاكتفى بسجن من يسبون الخلفاء منهم (?)، وكان يستشير عمر بن عبد العزيز في أمرهم ويصدع لحكمه فيهم، معلماً سليمان عدم وجود سبة، تحل دم المسلم غير سبة الأنبياء (?)، وكان عمر يرى حبسهم أو العفو عنهم (?).
2ـ الهاشميون: أما بالنسبة لعلاقة سليمان بالعلويين اتسمت بالمودة والهدوء، حيث كان يقرِّب العلويين ويقضي حوائجهم (?)، وليس من الثابت أن سليمان تحامى أبا هاشم ـ عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب ت 98هـ ـ وأرصد له من سمه ويبدو لنا من دراسة تلك الروايات المتعلقة بهذه القصة أنها موضوعة للأسباب التالية:
أـ تختلف الروايات اختلافاً بيناً في تحديد اسم الخليفة الذي دبر حادثة السم، وبعضها تنسب ذلك إلى الوليد بن عبد الملك، وبعضها تنسب إلى سليمان بن عبد الملك، أما الجاحظ فقد حمّل الأمويين مسئولية سم أبي هاشم دون تحديد الشخص المسؤول عن ذلك.
ب ـ وحتى هذه المصادر التي صرحت بأن سليمان سمَّ أبا هاشم، فإنها تختلف في تحديد كيفية وحيثيات هذه المؤامرة.
جـ ـ لا تجمع المصادر التي بين أيدينا على أن أبا هاشم توفي مسموماً، فهناك عدة مصادر يستشف منها أن وفاته كانت طبيعية (?).