بسياسة الدولة وإدارتها فقال عنه سعيد بن صفوان: وكانت له من الخاصة والمنزلة عند سليمان بن عبد الملك ما ليس لأحد يثق به ويستريح إليه (?)، وقد كان رجاء ملازماً لسليمان بن عبد الملك حتى في سفره بدليل أنه كان مع سليمان حين خرج إلى دابق (?)، وكان يخلو معه في مجلسه وأشرف بنفسه على تمريضه حتى مات (?)، على أن أكبر تأثير سياسي لرجاء في عهد سليمان يظهر في إشارته عليه باستخلاف عمر بن عبد العزيز من بعده والتخطيط الدقيق لتنفيذ ذلك بحكمة وحنكة (?)، وسيأتي الحديث عن ذلك في محله بإذن الله لقد كان لموقف رجاء في استخلاف عمر أثر سياسي كبير غير مجرى التاريخ الأموي بصفة خاصة والإسلامي بصفة عامة وفي عهد عمر بن عبد العزيز ظل رجاء يتبوأ مكانة كبيرة ومنزلة عالية من خلال قربه من عمر وملازمته له، حيث جعله عمر من خواصه وسماره يستشيره ويستنصحه في أمور العامة والخاصة (?)، وبعد وفاة عمر بن عبد العزيز أقبل على شأنه وترك القرب من الخلفاء وذلك حين رأى أنه لم يعد لقربه من الخليفة ما كان يهدف إليه من تحقيق المصالح وبذل الخير لعامة الأمة (?).

2 ـ سليمان ونصيحة أبي حازم:

حج سليمان بالناس سنة 97هـ فمرّ على المدينة وهو يريد مكة فقال: أهاهنا أحد يذكّرنا؟ فقيل له: أبو حازم، فأرسل إليه فدعاه، فلما دخل عليه.

قال له: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال:: يا أمير المؤمنين، أعيذك بالله أن تقول ما لم يكن، ما عرفتني قبل ولا أنا رأيتك، فالتفت سليمان إلى محمد بن شهاب وقال: أصاب الشيخ وأخطأت أنا. فقال سليمان: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم الدنيا فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب، قال: صدقت. فكيف القدوم على الله عز وجل غداً؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه، فبكى سليمان وقال: ليت شعري، ما أنا عند الله؟ قال: يا أمير المؤمنين، اعرض عملك على كتاب الله عز وجل، قال: وأين أجده؟ قال: ((إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)) (الانفطار، الآيتان: 13 ـ 14) قال: يا أبا حازم، فأي عباد الله أفضل،؟ قال: أولو المروءة والتقى، قال: فأي الأعمال أفضل؟ قال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم قال: فأي الدعاء أسمع؟ قال: دعوة المحسن للمحسن، قال فأي الصدقة أزكى؟ قال: صدقة السائل البائس وجهد من مقلّ ليس فيها منُّ ولا أذى، قال: فأي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015