الأموية، وكسب الرأي العام لصالحها، ومن هؤلاء أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري على المدينة، وهو أحد فقهائها وكان ثقة كثير الحديث (?)، وكذلك الأمر مع عروة بن محمد بن عطية السعدي (?)، الذي ولاه سليمان اليمن وكان من الزهاد (?) وولى اليمن أيضاً في عهدي عمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك (?) وخرج من اليمن وما معه إلا سيفه ورمحه ومصحفه (?)، ويروى أنه لما دخل اليمن قال: يا أهل اليمن هذه راحلتي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق (?)، والشيء ذاته يمكن أن يقال عن عبد الملك بن رفاعة الفهمي والي مصر، حيث اتصف بحسن السيرة والتدين والعفة عن الأموال والعدل في الرعية بالإضافة إلى كونه ثقة أميناً فاضلاً (?)، وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد بن يزيد والي إفريقية، حيث اتصف بحسن السيرة والعدل بين الرعية (?)
في سنة 96هـ جمع سليمان عبد الملك العراق ليزيد بن المهلب حربها وصلاتها (?)، وأضيفت له خراسان حربها وصلاتها سنة 97هـ (?)، ويمكن رد أسباب تولية يزيد لعدة اعتبارات منها:
أـ انقطاع يزيد بن المهلب إلى سليمان، بعد أن أجاره سليمان من الحجاج والوليد، وتعاظم ما بينهما لدرجة كبيرة جداً فالطبري يقول: وكان لا تأتي يزيد بن المهلب هدية إلا بعث بها إلى سليمان، ولا تأتي سليمان هدية ولا فائدة إلا بعث بنصفها إلى يزيد بن المهلب، كما أن من دلائل تعاظم حظوة يزيد عند سليمان، أن يزيد كان يجلس على سريره (?).
ب ـ اتخذ سليمان يزيداً مستشاراً له فيما يخص المشرق الإسلامي، ويعزز هذا الرأي أن يزيد كان في خراسان في حياة أبيه ووالياً بعد وفاة أبيه حتى عزله الحجاج عن خراسان، وبالتالي فإن الحجاج باعتباره قائداً عسكرياً وإدارياً كبيراً أحدث بوفاته فراغاً كبيراً ووجد سليمان أن يزيد هو الأفضل لملء الفراغ الذي أحدثته وفاة الحجاج (?)، وكانت مصلحة