عبد الملك يحفر الخلجان بها وكانت له بمصر ألف جفنة كل يوم تنصب حول داره ومائة جفنة يطاف بها على القبائل، تحمل على عجل من أجل الإطعام (?)، وحين انتقلت الخلافة إلى الوليد كانت إدارته من أفضل الإدارات في تقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية بين أفراد المجتمع وسيأتي عنها الحديث في محلها بإذن الله تعالى هذه هي أهم الدروس والعبر والفوائد من الفتوحات في عهد عبد الملك وبنيه.

المبحث الخامس: ولاية العهد وموقف سعيد بن المسيب منها ووصية عبد الملك لأولاده ووفاته:

أولاً: ولاية العهد وموقف سعيد بن المسيب منها:

عقد مروان بن الحكم ولاية العهد لابنيه عبد الملك ومن بعده عبد العزيز بعد عودته من مصر وبعد وفاته سنة 65هـ تولى عبد الملك الحكم وكانت العلاقة التي تربط بين الخليفة وأخيه وولي عهده، عبد العزيز يسودها الصفاء ولم يتوان الأخير في خدمة الخلافة طيلة حياته وبعد أن مضى ما يقارب عشرين سنة على هذه الحال بدأت تظهر فكرة تحويل ولاية العهد من عبد العزيز إلى الوليد وأخيه سليمان ابني الخليفة، وقد تباينت الروايات في ذكرها لمن أشار بأمر الخلع ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فعلى ما يبدو أن الخليفة عبد الملك بعد أن ظهرت هذه الفكرة لديه كتب إلى أخيه يطلب منه أن يتنازل عن ولاية العهد لابنيه الوليد وسليمان، فأبى عبد العزيز وأراد عبد الملك أن ينتقم من عبد العزيز ويضيق عليه (?)، فكتب عبد العزيز إلى أخيه: يا أمير المؤمنين إني وإياك قد بلغنا سناً لم يبلغها أحد من أهل بيتك إلا كان بقاؤه قليلاً. وإني لا أدري ولا تدري أينا يأتيه الموت أولاً فإن رأيت ألا تغثث علي بقية عمري فافعل. فقال الخليفة عبد الملك: لعمري لا أغثث عليه بقية عمره، وقال لابنيه أن يرد الله أن يعطيكموها لا يقدر أحد من العباد على رد ذلك (?)، وحسم موت عبد العزيز الخلاف مع أخيه وعقد عبد الملك بيعة ولاية العهد للوليد وسليمان من بعده وأمر ولاته في جميع الأمصار بأخذ البيعة لهما، فكان موقف سعيد بن المسيب هو الامتناع عن البيعة لأن ذلك التزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في نظره لأنه نهى عن البيعة لاثنين، فلا بد من تنفيذ ذلك، مهما كلفه الامتناع من ثمن باهظ. قال عمران بن عبد الله: دعي سعيد للبيعة للوليد وسليمان بعد عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015