الملك في المشورة: لأن أخطئ وقد استشرت أحب إليّ من أن أصيب وقد أستبددت برأي وأمضيته من غير مشورة لأن المقدم على رأيه يزري به أمران تصديقه رأيه الواجب عليه تكذيبه وتركه من المشورة ما يزداد به بصيرة (?)، وعندما تحركت الروم بأرض القسطنطينية حيث عزموا على غزو المسلمين وبلغ أمرهم عبد الملك بن مروان نادى في أهل الشام وجمعهم في المسجد الأعظم ثم صعد المنبر وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس إن العدو قد كلب عليكم وطمع فيكم وهنتم عليه لترككم العمل بطاعة الله تعالى واستخفافكم بحق الله وتثاقلكم عن الجهاد في سبيل الله ألا وإني قد عزمت على بعثكم إلى أرض الروم فماذا عندكم من الرأي (?)؟ وهنا نجد أن الخليفة عبد الملك بن مروان شاور المسلمين في مرحلة الإعداد والإقرار فيبرز بذلك مبدأ الشورى في إتخاذ القرار العسكري في الإدارة العسكرية الأموية وأخذ قادة الخليفة عبد الملك بن مروان يعملون بالمشورة فيما بينهم في إدارتهم للمعارك الحربية وبين القيادة العليا المركزية (?)، وحين حضرت الخليفة عبد الملك الوفاة أوصى أبناءه بقوله: وانظروا ابن عمكم عمر بن عبد العزيز فاصدروا عن رأيه ولا تَخَلَّوا عن مشورته اتخذوه صاحباً لا تجفوه، ووزيراً لا تعصوه فإنه من علمتم فضله ودينه وذكاء عقله فاستعينوا به على كل مهم، وشاوروه في كل حادث (?). وبإنتقال الخلافة إلى ابنيه الوليد وسليمان سلكاً نهجه في إدارتهما العسكرية بمبدأ الشورى وأخذهما بها لدى فتوحاتهم الإسلامية في مرحلة الإعداد والإقرار أو التخطيط والتنفيذ (?).
اهتم الخليفة عبد الملك بالحدود البرية، فقام ببناء عسقلان وحصّنها ورمّ قيسارية، وبنى بها بناءً كثيراً وبنى مسجدها، وقام بتجديد وترميم صور وعكا وأردبيل وبرذعه لما لهذه الثغور من أهمية حربية (?)، وبنى واليه الحجّاج بن يوسف مدينة واسط كقاعدة عسكرية تتوسط بين الأهواز والبصرة والكوفة بمقدار واحد قدره خمسون فرسخاً وذلك أنه كان حينما يريد غزو خراسان ينزل جيش الشام على أهل الكوفة فكانوا يتأذون منهم فبنى واسطاً، كمعسكر لهم ولقد لعبت دوراً مهماً في عملية الإمداد لثغور المشرق (?)، وفي عهد عبد الملك فتح حصن سنان (?)، من بلاد الروم حيث استفاد منه بشحنه بالجند لحماية الحدود (?)، واهتم عبد الملك في إدارته