لغة متفق عليها بين الطرفين، ولما كان الحكام الجدد لا يعرفون لغة إلا العربية، فلم يبق أمام الشعوب التي خضعت لهم سوى تعلم العربية، هذا فضلاً عما يقال من أن ثمة عقدة نفسية عند البشر تجعل الضعيف شغوفاً بمحاكاة القوي، والمغلوب مولعاً دائماً أبداً بتقاليد الغالب (?) وهذا القول ليس على اطلاقه فهناك أمثلة عديدة في التاريخ قبل حركة الفتوح الإسلامية وبعدها تثبت أن تحول شعوب بأكملها إلى لغة الحكام الفاتحين ونبذها لغة الآباء والأجداد ليست القاعدة في التاريخ فاللغة العربية وإن كانت لغة غالب الفاتحين فإن ذلك لم يؤد إلى تعريب كل الشعوب، وإن أدى ذلك إلى انتشار اللغة العربية في تلك البلاد المفتوحة وذلك أن الإسلام لا يجبر الشعوب على ترك لغتها وأعرافها وعاداتها ما لم تخالف الشرع (?). هذه هي أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار اللغة العربية وحركة التعريب في بعض البلدان المفتوحة.

رابعا: الحرص على سلامة الجيوش:

رابعاً: الحرص على سلامة الجيوش: كان عبد الملك بن مروان يوصي قادته بالحذر من البيات والتيقظ والحرص على سلامة العسكر، بإقامة الحرس فكان قادته لا يسيرون ولا ينزلون إلا على تعبئة ويتخذون في نزولهم الخنادق والمسالح بكل مكان مخوف والأرصاد على العقاب والشعاب (?)، واهتم عبد الملك بجمع الأخبار عن العدو، فلا يسير له جيش إلا وقد سبقته العيون لترصد أخبار العدو واستطاع قادته استمالة بعض أبناء البلاد المفتوحة ليكونوا عيوناً لهم يقدمون لهم المعلومات الصحيحة عن تحركات العدو، واستعانوا أيضاً بالتجار في هذه المهمة (?)، فكل قادة الفتح لهم عيون يجمعون لهم المعلومات على الأعداء، وهذا دليل على حرص القيادة على سلامة جنودها وجيوشها.

خامسا أهمية الشورى في إدارة الصراع:

خامساً أهمية الشورى في إدارة الصراع: ومما أوصى به الخليفة عبد الملك بن مروان أخاه عبد العزيز عندما أبقاه على ولاية مصر قوله: ((وإذا انتهى إليك مشكل، فاستظهر عليه بالمشورة فإنها تفتح مغاليق الأمور المبهمة، واعلم أن لك نصف الرأي ولأخيك نصفه ولن يهلك امرؤ عن مشورة (?). كما أوصى أحد قواده بقوله: لا تستعن في أمر دهمك برأي كذاب ولا معجب، فإن الكذاب يقرب لك البعيد ويبعد عنك القريب، وأما المعجب فليس له رأي صحيح ولا روية تسلم (?)، ومما قاله عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015